أسماء الحسيني (القاهرة)

أكدت «حركة العدل والمساواة» المسلحة في دارفور أن هناك فرصة تاريخية للعبور بالسودان إلى بر الأمان، بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير، وشددت في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن حل قضايا الحرب في السودان يجب أن تكون أولوية في الفترة الانتقالية وترتيباتها، لمعالجة أسباب الحروب وإفرازاتها، وتحقيق العدالة والمصالحة في أقاليم السودان المهمشة. وقال كبير مفاوضي «حركة العدل والمساواة» المسلحة في دارفور، أحمد تقد لسان، لـ«الاتحاد»: «هناك ضرورة لحل شامل للأزمة السودانية في هذه المرحلة، ونحن جزء من المكون الأساسي، ومواقفنا منها مطروحة على مستوى الداخل، أما قضايا الحرب والسلام فتحتاج إلى مفاوضات حقيقية بين حكومة الأمر الواقع والقوى الحاملة للسلاح، وأعتقد أنه حان الوقت لأن تشارك كل القوى الحاملة للسلاح في عملية سلمية شاملة دون عزل أو إقصاء لأي طرف من الأطراف».
وأضاف أن هناك قضايا خاصة بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وأعتقد أن أي عمل جاد لتحقيق السلام لا بد من أن يستصحب التعقيدات الموجودة في الهامش السوداني عموماً، وأن تكون هناك محاولات لوضع نهاية للحرب بمعالجة أوضاع كل الحركات المسلحة، وضرورة إتاحة الفرصة لها لتتحول بشكل سليم إلى قوى مدنية فاعلة في المجتمع، عبر ترتيبات أمنية شاملة تخاطب وضعية قوات الحركات المسلحة ودمجها في القوات السودانية، حتى تصبح المؤسسات العسكرية السودانية مؤسسات وطنية تعبر عن التنوع في المجتمع السوداني، هذا بالإضافة إلى معالجة أسباب الحروب عموماً، والقضايا الخاصة بالمظالم التاريخية التي وقعت على الأقاليم، وعلاقة هذه الأقاليم بالمركز، وكذلك معالجة الإفرازات الموجودة على الأرض، والناجمة عن الصراع الطويل، سواء كانت هذه الإفرازات ناجمة عن قضايا النازحين واللاجئين، أو قضايا الجرائم الكبرى التي وقعت في دارفور والمناطق الأخرى، أو قضايا العدالة والمصالحة، أو قضايا الأرض والتعويضات، أو المظالم التي وقعت على الأفراد والمجتمع عموماً.
وأكد أن ذلك يجب أن يتم في إطار المعالجة الكلية لأزمة السودان على المستوى القومي ومستوى الأقاليم، لأن أي حل جزئي أو انفراد مجموعة معينة برسم خريطة الطريق ووضع الحلول بطريقة انتقائية قد لا يعالج أزمة السودان، وقد يعيده مجدداً إلى مربع الحرب والمعاناة. وقال: «هناك فرصة تاريخية لكل مكونات الشعب السوداني لكي تعبر إلى بر الأمان، ويجب أن نستفيد من الفرصة التي جاءت بعد إسقاط نظام البشير، ولا بد من استصحاب مرارات السودانيين المهمشين، وكذلك رغبة الشعب السوداني في الانطلاق نحو السلام والحرية والديمقراطية والمشاركة الفاعلة لكل المكونات، لحسم قضايا السودان العامة».